بداية
عند الحديث عن القلوب , خاصة بين الرجل والمرأة في حدودها الشرعية , يجب
ألا يُقحم في الموضوع أشياءً لا تمت للقلوب في هذه العلاقة بصلة, بعقد
مقارنات بين المرأة قديما وحديثاً , ثم يُحصر هذا القديم في زمن بعينه ,
ليصب في خانة محددة, إن المرأة كانت غير متعلمة ولا تعمل لذا كانت منشغلة
ببيتها وزوجها قديماً.
لأننا
عندما نتحدث عن كيفية الوصول إلى قلب الرجل..الزوج تحديداً ..فإننا هنا
نتكلم بشفافية وصراحة عن الحب , وعن العشق ...وهذا هو الشيء الذي تريده
المرأة من حديثها عن القلب, فلا دخل لعلم وعمل المرأة بالموضوع حتى نزج به
كما تفعل دعاة تحرير المرأة, ونجعله من متطلبات قلب الرجل.
ألا
فلتعلم النساء أن الرجل هو الرجل عند الحديث عن القلوب, لا فرق بين الرجل
قديماً وحديثاً , لأن الحديث عن القلوب هو في حقيقته حديث عن المشاعر
الدافئة التي تتمناها كل إمرأة ورجل , فلنكن صرحاء , ولنقل بصراحة إن قصد
المرأة من قلب الرجل هو حبه لها , وعشقه لها , وغزله بها , وإن المرأة
التي تبحث عن قلب الرجل أقول لها : إنه أقرب إليك من شراك نعلك , ووالله ستتعجبين عندما أطرحه عليك , بل به تنالين أعلى المنازل في الجنة ...أتدرين ما هو ؟
هو في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للسيدة أسماء بنت يزيد الأنصارية رضي الله عنها،
عندما
جاءت تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يعدل الجهاد والحج والنفقة،
تلك الأمور التي يقوم بها الرجال دون النساء؛ فقال لها النبي أن تخبر
النساء بأن حسن تبعلها لزوجها يعدل ذلك كله. فسميت وافدة النساء )
إنه
حسن التبعل للزوج يا نساء اليوم ...هو حسن الدلال , حسن الهيئة والتزين له
ليرغب فيك , فالتجمل وزينة الزوجة لزوجها من الأساسيات التي تُسحر عين
الزوج , فيتقرب لزوجته بمغازلتها , فيُسحِر أُذنها , فتزداد المودة بينهما
..ويحضرني مغازلة سيدنا علي رضي الله عنه لفاطمة الزهراء رضي الله عنها
عندما رآها تستاك بالسواك , فقال :
حظيت يا عود الأراكِ بثغرها
أما خفت يا عود الأراك أراك
لو كنت من أهـل القتال قتلتك
ما فـاز منـي يا سِواكُ سِواكَ
بل
إن الحقائق تثُبت أن المرأة قديماً كانت أنجح وأفلح في زواجها من نساء
اليوم , و أعداد حالات الطلاق اليوم هي خير فيصل في الموضوع ..فأقول
للكاتبة التي عقدت مقارنة بين نساء الأمس واليوم ...إن المرأة قديماً كانت
كلها للرجل تسعى لراحته ومرضاته وتلبية رغباته من دون أن يطالبها بأن تكون
دائمة التزين له ..وبهذا كله امتلكت قلب الرجل دون العناء الذي تعاني منه
نساء اليوم بالبحث ...كيف السبيل إلى قلبك يا رجل ؟
المرأة
قديماً سعت لراحة بدن الرجل , بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى , بعدما
عاد من عمله متعباً ...فاستعدت له بكل شيء يرغبه .. فأخذت مفتاح قلبه بلا
استئذان ..لذا كان الجزاء من جنس العمل .. فشعرت بلذة اللقمة التي يضعها
في فمها ..وأنها ليست مجرد لقمة, وإنما مشاعر دافئة يغمرها الحنان والود
... فهمت ذلك بقلبها , وهي التي يصفونها بأنها جاهلة وغير متعلمة... نعم,
ربما تكون أُمية لا تقرأ ولا تكتب , ولكنها عالمة بل دكتورة في فهم
المشاعر وكيفية استخراجها من قلب الرجل أفضل بكثير جداً من دكتورة تخرجت
من جامعة .
ونساء
اليوم نتيجة مشاركتهن للرجل في العمل , ومع كثرة هذه الاحتكاكات خاصة إن
كانت مديرة عليه , تأمره وتنهاه في العمل , جعلها عند الزواج , تبخل
بمشاعرها لزوجها , خاصة الدلال , والتزين له من دون أن يطلب , فأصبحت تنظر
لهذا الدلال نظرة دونية ..فتقول في نفسها : كيف أنا الموظفة أو الدكتورة
أو الحاصلة على شهادة كذا أرتدي هذه الثياب تلبية لرغبة الزوج ؟ بل عجزت
حتى عن كيفية الدلال ؟ فهي تجهل كيف تتدلل لزوجها ؟ كل ذلك كان حصاد
الخروج من البيت والاحتكاك المستمر بالرجال في العمل ورؤية الافلام التي
تحرص على إفساد حسن التبعل للزوج تماما كالحرب على الجهاد في سبيل الله في
زماننا
في الختام أقول :
المرأة
قديما كانت كلها للرجل فأسرت بجدارة قلب الرجل, أم المرأة حديثاً فجزء
للعمل وجزء للرجل , وجزء العمل مقدم على جزء الزوج , وحتى على سبيل الواقع
المشاهد , فهو يرجع إلى بيته متعباً , وهي ترجع إلى بيتها متعبة , فلا
يكون لديهما وقت للمشاعر بتاتاً , لفقدان الراحة .
ففقدت المرأة حديثاً الراحة, وفقدت المشاعر, ولما فقدتهما بحثت ...كيف السبيل ؟
فهنيئاً
للمرأة قديما على حياتها المستقرة , ذاقت لذة ودفيء المشاعر وتوَّجها
زوجها ملكة في بيتها ترتدي أجمل ما تريد , تنعم بالراحة النفسية والبدنية,
ولا تعاني من تعب المواصلات وغيره .
إن السبيل أيتها المرأة إلى قلب الرجل يتلخص في قول الصادق الذي لا ينطق عن الهوى :
في
حسن تبعلكن لأزواجكن ..كيف لا ؟ وقد جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعدل ذروة سنام الإسلام ..الجهاد في سبيل الله ...ودعك من كلام المتفلسفين
بالتعليم والعمل ففرقوا بين المرأة قديماً وحديثاً في أمرٍ لا يتعلق بزمن
قديم وزمن حديث , ألا هو أمر القلوب ...حديث المشاعر .
فلنا
في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة , وأرجو ألا يُفهم من
كلامي أنني ضد تعليم المرأة كما تحرص دعاة تحرير المرأة على إلصاقه بكل من
التزم بدينه .
ألا فلتعلم المرأة أنها متاع , وهذا ليس كلامي وإنما كلام الصادق الذي لا ينطق عن الهوى ,حيث قال:( الدنيا متاع , خير متاعها المرأة الصالحة)
فلا تتكبري على وصف النبي صلى الله عليه وسلم لك , فإن التكبر على وصفه
شرك والعياذ بالله , بل يجب أن تسعي لتحقيقه في نفسك لزوجك , وتسعدي بتحقق
قول النبي صلي الله عليه وسلم في نفسك ...عندها تعلمي أنك الموصوفة في
الحديث بالمرأة الصالحة, لأنك جاهدت وحققت الذروة التي تعدل الجهاد ألا
وهي حسن التبعل .