تنوه دراسة أميركية شملت آلاف الموظفين في القطاع المعلوماتي بأن الكمبيوتر أضحى عاملاً هاماً تُقاس من خلاله عقارب الصحة.
إذ يعترف 34 في المئة من أولئك الذين خضعوا للدراسة أن وزنهم زاد كثيراً(بمعدل 7 كيلوغراماً في سنتين فقط) منذ بداية العمل بمساعدة الكمبيوتر الشخصي والشبكة العنكبوتية. كما زاد وزن 17 في المئة من المتطوعين بمعدل 15 كيلوغراماً. والأسباب سهلة الفهم، فصحيح أن الكمبيوتر يوفر علينا الوقت لكنه يقطع عنا فرص الحركة. في السابق، كان على الموظفين التحرك ولو لخطوات قليلة من أجل تسليم المعاملات أو نقلها من مكتب الى آخر مما تطلب منهم نشاطاً جسدياً، ولو محدوداً. الآن، يحتضن الكمبيوتر جميع الوظائف التي كانت يدوية سابقاً، لا بل نجد داخله العديد من برمجيات التواصل كما الميسنجر والفاكس والبريد الإلكتروني، مما جعله يصبح مكتباً افتراضياً نقالاً حل محل جميع النشاطات الجسدية.
أعتمد في هذا المقال كذلك على دراستين، أميركية وأسترالية، تعمقتا في الربط بين استعمال الكمبيوتر والصحة. فالكمبيوتر، شعار الحياة الجلوسية لدى الموظفين اليوم، لا يجلب معه البدانة فقط إنما يمثل أحد العوامل الضالعة في تسبيب الأمراض القلبية ومرض السكري من النمط 2. وحتى لو كانت المخاطر الصحية، المتعلقة بولادة مختلف الأمراض، متباينة الحدة إلا أننا نجد أنه لا يوجد فرق كبير بين المدمنين على الكمبيوتر والمدمنين على التدخين من حيث التداعيات الصحية.
علاوة على ذلك، تقترب الدراسات الأوروبية كثيراً من الأخبار غير المطمئنة إطلاقاً المتأتية من أميركا وأستراليا. بأوروبا، يقضي كل مواطن بالغ 36 عاماً من عمره، جالساً على كرسي. على صعيد النشاط الجسدي، يستثمر كل مواطن أوروبي ما معدله سنة و22 يوماً طيلة حياته(ستة أيام فقط سنوياً) لممارسة نشاط رياضي ما. في محاولة لابعاد البدانة والأمراض القلبية والسكري، يكفي على أولئك الغارقين في الحياة الجلوسية الوقوف على قدميهم 5 دقائق على الأقل، كل ساعة، والمشي بسرعة لمدة 30 الى 40 دقيقة، كل يوم.